
الانتظار الطويل بعد “ظل لصة القبور”
منذ أن أنهت لارا كروفت رحلة تحولها القاسية في “Shadow of the Tomb Raider” عام 2018، دخلت السلسلة الرئيسية في سبات طويل. هذا الغياب الممتد لسنوات (نحن الآن في أواخر 2025) أثار قلق وتساؤلات محبي السلسلة. لكن الحقيقة أن “لارا كروفت” لم تختفِ، بل كانت العلامة التجارية بأكملها تمر بمرحلة إعادة هيكلة جذرية هي الأضخم في تاريخها.
لفهم سبب هذا التأخير، يجب ألا ننظر إلى ما يحدث داخل استوديو التطوير فحسب، بل إلى صفقات الاستحواذ العملاقة والتحالفات الاستراتيجية الجديدة التي ترسم مستقبل السلسلة.
التأخير في إصدار جزء رئيسي جديد لا يعود لسبب واحد، بل هو عاصفة مكتملة من العوامل:
السبب الأكبر والأكثر تأثيراً. في مايو 2022، باعت شركة Square Enix استوديوهاتها الغربية، بما في ذلك Crystal Dynamics (المطور الرئيسي للسلسلة) و Eidos Montreal، إلى المجموعة القابضة السويدية Embracer Group.
أعلن استوديو Crystal Dynamics رسمياً في أبريل 2022 أنه بدأ العمل على الجزء الجديد باستخدام محرك Unreal Engine 5.
حتى بعد استحواذ Embracer Group على الاستوديو، لم تكن هي من سيتولى نشر اللعبة. في ديسمبر 2022، تم الإعلان عن “العلاقة” الأهم في مستقبل السلسلة: ستتولى شركة Amazon Games تمويل ونشر اللعبة عالمياً.
قبل صفقة البيع، كان استوديو Crystal Dynamics مُثقلاً بمشاريع أخرى، أبرزها لعبة Marvel’s Avengers التي استنزفت موارد هائلة ولم تحقق النجاح المأمول، بالإضافة إلى مشاركتهم في تطوير Perfect Dark (الذي أُلغي لاحقاً). هذا أدى لتشتيت تركيز الاستوديو وتأخير البدء الفعلي في مشروع Tomb Raider الجديد.
خلال هذا الانتظار للجزء الرئيسي، لم تكن Embracer Group نائمة. بل طبقت استراتيجية ذكية لـ “ملء الفراغ” وإعادة إحياء محبة الجمهور للعلامة التجارية، تمهيداً للعودة الكبرى:
أبرمت Embracer (عبر استوديو Aspyr) صفقة لإعادة إطلاق الألعاب الكلاسيكية. النتيجة كانت:
في أكتوبر 2024، صدر مسلسل الرسوم المتحركة “Tomb Raider: The Legend of Lara Croft” على نتفليكس. الأهم من ذلك، أن المسلسل يعتبر جزءاً رسمياً من القصة (Canon)، حيث تدور أحداثه بعد Shadow of the Tomb Raider ومهمته هي سد الفجوة بين “لارا الناجية” (في الريبوت) و”لارا المغامرة” (في الكلاسيكيات).
كل هذه “العلاقات” (الريماستر، المسلسل، اللعبة الجديدة) تخدم هدفاً واحداً أعلنه الاستوديو: “توحيد الجداول الزمنية”. اللعبة القادمة لن تكون ريبوت جديد، ولن تكون تكملة مباشرة للثلاثية، بل ستقدم لنا لارا “موحدة”؛ مغامرة مخضرمة تجمع نضج ثلاثية الريبوت وثقة ألعاب الكلاسيكيات.
هنا نصل إلى إجابة الأسئلة الحاسمة:
نعم، 100% مؤكد ورسمياً. اللعبة في مرحلة التطوير الكامل (Full Production) حالياً. وقبل أيام قليلة (في 30 أكتوبر 2025)، أكد نائب رئيس Amazon Games بنفسه أن اللعبة لا تزال قيد التطوير النشط، نافياً أي شائعات توقفت بسبب إعادة الهيكلة في أمازون.
رسمياً: لا يوجد أي موعد إصدار معلن.
التحليل والتكهنات:
تحليل لأهم وأقوى التسريبات والشائعات التي ترسم صورة واضحة جداً لما يمكن توقعه من الجزء القادم.
ملاحظة هامة: هذه المعلومات مبنية على تسريبات قوية ومتكررة من مصادر متعددة أثبتت مصداقيتها في الماضي (أبرزها المسرب المعروف باسم “V Scooper”)، ولكنها تظل “تسريبات” غير رسمية حتى يؤكدها استوديو Crystal Dynamics أو الناشر Amazon Games.
التسريبات هنا متسقة بشكل كبير وترسم ملامح مغامرة جديدة ومختلفة:
بما أن اللعبة ستكون عالماً مفتوحاً، فإن أسلوب اللعب سيشهد تغييرات جذرية:
| الميزة | التفاصيل المسربة |
| نوع اللعبة | عالم مفتوح بالكامل (لأول مرة في السلسلة) |
| الموقع | شمال الهند |
| القصة | سباق للعثور على آثار الإمبراطور “أشوكا” بعد كارثة طبيعية |
| الأعداء | جماعة “Society of Raiders” (جمعية المغيرين) المستوحاة من لارا |
| التنقل | دراجة نارية، مظلة (Parachute)، وباركور متقدم |
| نظام جديد | تجنيد حلفاء وفرق للمساعدة في المهام |
| القتال | تركيز موسع على التخفي وخيارات اللعب “غير الفتاكة” |
هذه التسريبات ترسم صورة للعبة طموحة جداً، تمزج بين Assassin’s Creed (في العالم المفتوح والتسلق) و Uncharted (في السرد السينمائي) مع الحفاظ على هوية Tomb Raider الكلاسيكية (الأطلال والألغاز والدراجة النارية).
الخلاصة واضحة: غياب الجزء الرئيسي من Tomb Raider لم يكن موتاً للسلسلة، بل كان فترة نقاهة ضرورية بعد تغييرات إدارية وتقنية هي الأضخم في تاريخها. بين استحواذ Embracer، وتمويل Amazon، والانتقال لمحرك UE5، كان الاستوديو يعيد بناء الأساسات.
مع النجاح الكبير للريماستر والمسلسل، يبدو أن المسرح أصبح جاهزاً الآن لعودة “لارا كروفت” الموحدة. كل الأنظار تتجه الآن نحو الأسابيع القليلة القادمة، على أمل أن يكون الانتظار الطويل قد أوشك على الانتهاء.






